غلب حمار الحمار بعد مـ مات الحمار













 
 
بدء النهار كعادته بتنهيئه .. وكعادة شحيبر صاحبه صحي وعرف ان الصبح نزل ع الارض خلاص وان الناس خرجت الغيطان .
خرج شحيبر مـ الزريبه وابتسم للحمار وقاله ( صباح الخير يا حمار ) .
ونزل شحيبر الطين بتاعه لم حبة - برسيم - ورجع رماهم قدام الحمار بألاطه كإنه بيبأشش عليه .
وراح شحيبر عند مكنة الميه وبدء يشغلها عشان تروي الطين وبعد ما اشتغلت قام شحيبر - كعادته - قالع الجلبيه اللي محلتوش غيرها وقالع الغيارات - الملابس الداخليه - واللي كان الطين اللي المكنه بترويه بالميه لونه أبيض منها .
ونزل شحيبر تحت المكنه يستحمي والناس رايحه جايه عليه وهو ولا بيحس ولا في دماغه انه بيستحمي قدام الناس - ملط - كل اللي كان في دماغه انه يخلص من شوك التبن اللي ملي جتته واللي نايم عليه في الزريبه طول الليل والنهار .
بعد اما استحمي شحيبر خرج مـ المكنه وكإنه منزلش أصلا بس احساسه بالانتعاش كان عالي طبعا .
مد شحيبر ايده جاب الغيارات وابتدا يلبسها جو الحوض عشان ميطلعش لاحسن الناس تشوفه - عريان - وكإنه لسه واخد باله ان في ناس .
وكعادته طبعا بقت الغيارات ميه صبيبه وكعادته برضو قال في نفسه ليه منزلتش استحمي بالغيارات مدام كده كده بتتعك ميه .
وبعد اما لبس شحيبر الغيارات وطلع مـ الحوض لبس الجلبيه اللي مرميه تحت شجرة الجميز كإنه مستحماش أصلا .. حتي احساسه بشوك التبن في جتته رجعله بعد اما لبس الجلبيه .
ودي عاده عنده يفرح بالميه والنضافه ويخرج يلبس الجلبيه تاني اللي عليها التبن وتشك جسمه وعمره في حياته ما فكر انه يغسل الجلبيه قبل ما يستحمي هو .
مشي شحيبر متعكنن علي أمه من شوك التبن ودخل ع الحمار الزريبه وقام رافس البرسيم من قدامه كإنه بيقوله - خلاص - وراح قالع اللجام من جزع الشجره اللي رابطه فيها وقام ساحبه علي بره وراه زي ما يكون الحمار - حمار -
وبما ان شحيبر من سنين طويله باع الجاموسه فبقا الحمار هو اللي بيعمل كل شغل الغيط .
ياخد صاحبنا الحمار يركبه ع الساقيه ويلففه ساعتين بيها وهو يتوكل وينزل الارض يحرس ويزرع .
وبعد اما خلص شغله وخلص الحمار مدته المطلوبه منه راح شحيبر فك الحمار ووقفه قدام حوض الترمبه عشان يشرب .
وقعد صاحبنا تحت الشجره جنبه يرس حجر المعسل في ساعه ويشربه في ساعتين .
ولما الضهر أذن وكعادة شحيبر يحس بإن نص اليوم خلص ولازم يروح ينام تحت أي - سجره - لحد العصر ما يدن ويطلع يشوف هيعمل ايه .
لكن الحمار غلبان ميعرفش نص يوم من ربع يوم زي ما يشتغل الصبحيه في الغيط بعد الضهر ييجي ياخده بتاع الطاحونه من شحيبر عشان يشتغل ع الطاحونه .
ويرجع الحمار في معاده كل يوم مع صاحب الطاحونه بعد العصر طوالي وشحيبر لسه في مكانه مرمي تحت - السجره - كإنه ميت .
يصحي شحيبر علي صوت الحمار بينهئ بعد اما ربطه صاحب الطاحونه في الشجره جنبه وسابهوله ومشي وسايبله جنبه الغدا بتاعه واللي هي الاجره بتاعت الحمار .
حتتين الجبنه القريش ورغيف عيش ملدن وقولة الميه جنبهم ساقعه ولا أحلي ميه في الدنيا .
يصحي شحيبر يلاقي الحمار حاطط بوذه علي الجبنه ومقرقش رغيف العيش حتت حتت .
يقوم شحيبر متنرفز علي - الحمار - وينسي ان ده - حمار - ويقعد يضربه ويشتمه ويحذره انه يعمل كده تاني ويرجع شحيبر يلم حتتين العيش اللي باقيين وأي حتة جبنه ياكلهم ويشرب بوق الميه ويقوم يسحب الحمار علي الارض ويربط فيه الحديد عشان يحرت الارض .
ويركب شحيبر علي ضهر حماره ويلف حتة الارض اللي هيحرتها ييجي في ساعتين لحد ما أدان المغرب يكون - أدن -
واول ما المغرب يدن يرجع شحيبر جري بالحمار ع الزريبه يربطه في الجزع مره تانيه ويروح هو علي جنب يرمي جتته ع الارض فينام وميحسش بالدنيا .
وينسي شحيبر حتي هذا - الحمار - انه يرميله شوية تبن من اللي نايم عليهم دول عشان ياكلهم ويرم عضمه اللي بظ من جتته ومبقاش فيه الا هيكل - عضمي -
وهكذا اتعود - الحمار - انه يعمل كده
واتعود برضو الحمار علي كده
وتلف الايام وتمر الليالي وعلي ده الحال حال الحمار - وشحيبر - مستمر بنفس الروتين
وييجي يوم الفراق ويصحي شحيبر من النوم فيلقي الشمس قرصها حامي وبيلسع كإنها الضهريه
ويلقي - الحمار - مرمي في مكانه علي جنبه كإنه بيتمتع لكن مفيش فيه حركه
يخرج شحيبر برا الزريبه يلاقي كل الناس بتقوله ايه يا حشيبر مقلعتش النهارده ليه ويكتشف شحيبر ان الوقت ده - بعد الضهر -
يرجع شحيبر متنرفز بعد اما جاب في ايده جريده خضره لسه قالعها من علي شط الترعه عشان يدخل يعاقب - الحمار - انه منهقشي الصبح وصحاه
وبعد ضرب شديد مستمر بفكر شحيبر - الحمار - كعادته لما بينضرب لا بيهش ولا بينش
لحد اما حس شحيبر ان الحمار - مــات -
رمي شحيبر الجريده من ايده ورمي نفسه ع الحمار بيحاول يصحيه وهو بيعيط وبيسح دموع كإن اللي مرمي علي الارض قدامه ده - ابنه -
ومرت الايام وعدت الليالي
وأصبح شحيبر يقوم مـ النوم علي الضهريه فينزل الحوض تحت المكنه يستحمي بهدومه ويخرج يربط نفسه في الساقيه ويلف علي قد ما يقدر
ويطلع ع الطين يحرس ويزرع ويرجع ينام في الزريبه .. مطرح ما الحمار - كان بينام -
مكنش شحيبر في دماغه في اوائل الايام انه افتقد حاجه كبيره في حياته الا انه كان بيفرح بليل بمكان الحمار علشان مفيش فيه تبن يشك جتته وهو نايم
وواحده واحده غلب - حمار - شحيبر ونخ
مبقاش لا قادر يلف الساقيه ولا يزرع ولا حتي ينزل كعادته حوض الميه تحت المكنه يستحمي .
باع شحيبر قيراطين الطين اللي حيلته واشتري اوضه فوق السطوح علي عماره
وقعد شحيبر فيها تلت تيام لا أكل ولا شرب
معاه الفلوس اه ... لكنه مش قادر يقوم من علي السرير ينزل يجيب لقمه
كإن تعب السنين اللي فاتت كله حل في اليومين دول
لحد اما طلعله البوابه وعرف حالته واتفق معاه يجيبله هو الاكل كل يوم ومن غير فلوس كمان
وصار البواب عند - شحيبر - كإنه الحمار يروحله مشاويره ويقضي ليه أمره
ندم شحيبر ؟
والله مهما أوصفلكم مفيش كلام يقدر يبين وصف كلمة الندم جوا - شحيبر -
لكن شحيبر اتعدل وبقي يعامل البواب معامله أحسن مـ اللي كان الحمار بيتعاملها
واهم كلهم - حمير - لكن الحمار الحمار اللي يعامل - حمار - بإنه حتت حمار
مهما يصير - حمار - مهما يكون - حمار - واللي يعامل حمار بإنه - حتة حمار -
يبئا الحمار مش حمار ويبئا هو - حمار -
 
 
عبدالرحمن سامي
 
 



2 عايز تقول رائيك؟:

Emtiaz Zourob يقول...

حلوة قصة الحمار .. بس صفة الحمورية لا تقتصر على الحمير بل تتعداها للبشر أيضا ..

استمتعت بالقراءة . وحاولت اسجل في المتابعين لكن للاسف يوجد مشكلة فيها .

لي عودة ان شاء الله للتسجيل والمتابعة ..

Unknown يقول...

هذا صحيح وبهذه الكلمات ختمت القصه
هحاول اشوف ايه المشكله في المتابعين واحلها
شكرا جدا لمرورك ومنوره

مازلت عايش في الحياه بكيفي