نسمات التاسع عشر من فبراير







كنتِ من قبل ومازلتِ ويبدو أنكِ ستحملين سر السعادة للأبد
كتبها في رسالة صغيرة وأرسلها عبر الهاتف ثم تنهد وأغمض عينه وأبتسم , وضع هاتفه علي حافة المكتب بعيداً عن ورقاته البيضاء وقلمه الأسمر وعلبة سجائره وراح يكتب في القصيدة الجديده , كان يفكر أن يكتب عن أحوال بلاده فتأتيه علي هيئة مشروعها القومي الأكبر فيكتبها هي , ثم يبتسم ويفكر أن يكتب عن أحلام صباه وخيباته القديمة فـ تظهر له الفاتنه في ثوب المدرسة القديم وتسريحة الشعر الصغيره وتُهديه وردة حمراء فيكتبها هي , ثم يبتسم ويفكر أن يكتب عن أصدقاء السوء وقرارت الضياع فينتهي به الحال بأن يكتبها هي , ثم يبتسم في كل مرة .. ان الكتابة ترفض أن تُهديه بعد الأن كلمات لا ترقي لأن يُهديها إليها , كل شئ صار كما توقع حتي إحتلال أفكاره والذوبان في شرايين قلبه أشياء توقعها وحدثت لذلك كتب لها الرسالة , كنتِ من قبل ومازلتِ ويبدو أنكِ ستحملين سر السعادة للأبد .

ان الحياة لا تأتي إلا لمن يأتيها مُحب
هكذا كتب لنفسه وهو يحتسي قهوته ويُدخن , ما لهذه الأنثي تُغرقني وأنا الذي ما تحملت يوماً أن أري الماء ولو من بعيد , وما حدث للقلب بعدما رأها ليهدء وتهدء دقاته حد الموت , أين ذهب القلق ؟ وأين ذهب الخوف ؟ .. انه يعلم جيداً ان الحياة لا تأتي إلا لمن يأتيها مُحب ولكنه لم يؤمن يوماً بهذا إلي هذا الحد من اليقين .. رائحة القهوة تُنعشه وهي كذلك تفعل دوماً , طعم قصائده تُنعشه وهي كذلك أيضاً , يكتبها كلما هم بالكتابة عن أي شئ , صارت في حياته كل شئ وأي شئ , صارت تحتل تفاصيل أفكاره وتغزوه يوماً بعد الأخر وهو يبتسم ويكتب .. ان الحياة لا تأتي إلا لمن يأتيها مُحب .. ها هو يأتيها مُحب .. ويكتب , ويبتسم , ويُحب .

إلهي ما أحببتك وحدي ولكن أحببتك وحدك " ابن عربي "
هكذا هو حال المُحبين لمُحبهم , التوحد في الحب هو من شروط الحب الكامل عند المُحب .. ربما الحب هو أية الله الكبري وهو فصل من الفصول المهمة في سر الروح الذي لا يعلمه الا الله , لعله هو الروح أو علي الأقل هو غذائها الذي تستقوي به علي كل شئ , لعل حبيبك أحبه غيرك كل من علي الأرض ولعله أحب غيرك الكثير والكثير ولكنه إن صح حُبك له تستغني به عن الدنيا وما فيها وإن صح حُبه لك إستغني بك عن كل من سواك في الحياة .













0 عايز تقول رائيك؟:

مازلت عايش في الحياه بكيفي