لا تبتعد | عبدالرحمن سامي


لقد أدركت مؤخراً مدي ضعفي وحزني ووحدتي ..
لقد كنت علي يقين من قبل بأني قوي ، وأن لا شئ ، لا شئ في هذا العالم يستطيع أن يؤثر ولو درجة واحده علي هذا الحطام الراقد بين صدري ..
لقد خضت حروب الوحدة والغربة والإنعزال عن كل بني آدم من قبل .. كانت حروب طاحنه بيني وبيني ، ولم يبقي مني سوا هذا الحطام .
فأصبحت متأكداً بأن حرب ما ستأتي مرة أخري ولكنها لن تنال مني شئ ، كمدينة دمرت ولا يمكن إعتبارها مكسب أو غنيمه لأولئك الأعداء إلا وأن تضم كحد فاصل بين الأمان وبين الخطر .
يُلقي بها كل النفايات ويُقتل كل من تجرء علي الاقتراب .. وحتي ولو نجحت في الإختباء ، ستموت أيضاً .
لا أحد ينجو وسط هذا الدمار والإهمال .. 
لن يوجعني شئ ، فأنا هذه الأرض الميته .
لطالما اعتقدت هذا ، أو ربما أردت إظهار هذا المعني ولكني في النهايه أتألم وبشدة .
هل يُعقل أن ينجو أحد من كل هذا الخراب ولا يتألم من رؤية الموت علي عتبات منزله الأمن بعد عودته ؟ 

لا تبتعد أبداً عن المعركه إلي أن تنتصر ، واستمر هناك فـ حتي لو إستطعت إلي الماضي سبيلاً فقد موت هنا حين جئت ! 
لا تبتعد أبداً ولو أرغموك علي الإنسحاب .. ستُقتل حينها برصاصة في الظهر ..
سيقال عنك الخائف الجبان وربما الخائن ! 
ستُلام .. أينما وليت وجهك ستُلام .

لا تبتعد ..
وارقص كما عودتهم علي جراحك وابتسم .
أن تُلهي أعدائك عنك ليله ، يعد ذلك إنتصار .
أنت لا تحتاج الإختباء بعد الأن ، كن قوياً ولو مره لأجل الحطام .
ولا تبتعد .




0 عايز تقول رائيك؟:

مازلت عايش في الحياه بكيفي