اني كمصباح الطريق


بينما كنت أحكي لصديقي منذ يومين كيف يكتب الشاعر قصيدة بلا فكره ويحشوها بكل الأفكار التي يريد إستوقفني قائلاً ماذا برأيك إستوقف نزار وحده ليري ذاك البؤس والوحده في مصابيح الطريق الليليه ؟
ربما البشرية كلها منذ إختراع هذا الشئ إلي الليله التي كتب فيها نزار هذه القصيده لم تكن تري في مصابيح الطريق سوا النور والإرتفاع , وحده نزار الذي إستوقفه ذاك المشهد وحده الذي حن وعطف علي هذا الجماد بشئ من مشاعره , ثم قال ربما العكس !
فيما كان يفكر أو يشعر نزار حينما كتب عن هذا المشهد ؟
أي ضعف إحتل قلبه حتي يري النور بكاء والإرتفاع وَحشه ووِحده !
ربما الشعر ؟
أجبته بـ لا , الشاعر ليس بممثل يتأقلم ويأقلم مشاعره وذاته وحتي ألفاظه مع الدور الذي يطلبه , الشاعر يشع نوراً أو ناراً بما يمر به وما يحياه , قل لي بالله عليك حتي وان كنت تملك موهبة نزار وأكثر لو لم تمر بما مر به قلب نزار في تلك الفتره وربما تلك الساعه تحديداً كيف لك أن تري من مصباح الإنارة في الطريق شئ يذكر لتكتبه في قصيدتك ؟
ثم إنظر من الأساس إلي القصيدة نفسها , ذاك الحزين يسرد ألمه عبر السنين وعبر التجارب ويعترف بالخطأ في الإختيار وفهم الحياة من الأساس .
وهو أصلاً يشكوا حزنه من المأسي عموماً وليس الحب , قد قال في البيت الذي تلي هذا " العشق كان مسكنا جربته , لم ينهي أحزاني ولا أزماتي "

وكعادتنا تبادلنا الأراء في قصائد درويش ومطر والأبنودي وقصائدي بالطبع , صديقي يشجعني الأن أكثر مما مضي علي المُضي في كتابة ديواني الأول والذي أشرف علي الإنتهاء وهو يُعتبر كما يقول عنه " أحد أفضل التجارب الإنسانيه التي قرأها في حياته " ولا أدري هل يجاملني بحكم الصداقة أكثر أم أنه يعني ما يقول , رأيي بالطبع أنه صادق فأنا وإن لم أكن مفتون بما أكتبه لن يراه أحد أبداً ما حييت وربما هذا أكبر الأسباب في تأخري كثيراً عن الركب , ولن أناقش مُصطلح " أحد أفضل التجارب الإنسانيه " حتي تقرأ أنت بنفسك لتفهم .
 هذا العام ملئ بالخيبات والأخبار القميئه , ماتت ريم بنا ومات أحمد خالد توفيق وخرج برشلونه من بطولة أوربا بسيناريو قبيح أوجعني رغم بُعدي منذ زمن عن الإنتماء لأي شئ حتي لاحظت مؤخراً أني وبعد تحرري من قيود الإنتماء للنادي الفولاني أو شغفي بالعمل الفني للمطرب المفضل أو مشاهدة الأفلام الأجنبية والتأثر الشديد بها وبعد هذه التجربة التي أرهقتني وأمتصت الحياة من جسدي عن أخره كانت الأعوام القليلة الماضيه الأكثر تعباً وحزناً وفراق وفرحاً ونجاحاً في حياتي لذا وبعد كل هذا وغير ديواني وقصائده المحببة إلي قلبي كثيراً لم أجد ما يعبر عما أمر به سوا ما قاله نزار وما ذكرني به صديقي وتناقشنا حوله وأفتيته وأفتاني .

اني كمصباح الطريق صديقتي
أبكي ولا أحد يري دمعاتي .

  


  

0 عايز تقول رائيك؟:

مازلت عايش في الحياه بكيفي