دائماً ما كان ديسمبر شهري المُفضل من العام والمُختار
لإرتكاب كل الحماقات والتفكير في النهايه المحتومه لكل شئ ووضعها أحياناً بيدي
لأشياء كُثر .. لو سألتني عن ديسمبر من العام الماضي او ما قبله او ما قبله إلي
أخره ستسمع مني أحاديث و مواقف متشابهه جداً بإختلاف الزمان والمكان وربما الأشخاص
, ولو ذكرتني بشئ ما حدث لي في ديسمبر ولم تذكر في أي سنة حدث ربما سيختلط علي
الأمر ولن أستطيع تحديد في أي عام كان إلا بعد تفكير عميق أو بإستيضاح الأمر أكثر
بتذكر المكان والأشخاص !
" أصبحت أتلقي الأخبار السعيده بشئ من
اللامبالاه المميته وكأن شئ ما يحدثني داخلي : هذه ليست السعادة "
ما هي السعاده ؟ وما حاجتي إليها إذا لم أكن أعرف أساساً
ما يسعدني وما يجعلني حزيناً , ربما في الحزن أعرف بعض الأشياء التي تورثني هذا
الشعور الذي صار جزء مني وإختلط بدمي ليحيَ معي في أي وقت وتحت أي ظروف حتي في قمة
الإبتهاج والتفائل , دائماً هناك ما يُقلق ودائماً هناك ما أخشاه وما أخشي عليه ..
الأصدقاء ..
ربما هم الأصدقاء سبب حزني وفرحي ولكن أياً منهم لا يعرف
ذلك وكأنني لا أود إعلامهم حتي لا يقتلونني به بعد إحتسائهم لما تبقي من حياة
داخلي والمغادرة , فما لهم يفعلون حتي دون علم ! هل هو الطبع من الأساس أم أنهم
مثلي يعانون من أشيائهم وحياتهم وخيالهم وأن ما يحدث لم يكن مقصود أبداً ولكن حظي
أن أنجذب إلي من ينوي قتلي من البداية حتي بدون قصد .
من يقول أن زيادة الراتب سعادة ؟ أو أن الترحال مع أي
شخص إلي أي مكان جديد هو السعاده ؟
جربت كل هذه الاشياء ولازلت ولم أشعر يوماً بالسعاده ,
أترك عملَ وأذهب إلي أخر ولا أشعر بتغيير , يزيد راتبي من قرشين إلي خمسون قرشاً
ولا أبتهج , لازال هذا الأمر مُعقداً جداً داخلي , أحن إلي كل من تحدثت معهم وعملت
معهم وعشت معهم وضعت معهم , أحن إلي الصديق الذي أخذني في جولة بالسيارة لنسمع
وردة وأغنياتها لعلمه أنني أعشقها وندخن الحشيش , حتي وان انتهي اليوم بإتصالِ من
صديقتي المُقربه وردي عليها وضعفي وسُكري وشتات كلماتي وكل تلك الهلاوس .. في كل
الأحوال كانت ستغيب أيضاً كما غاب من قبلها وكما سيغيب من سيأتي بعدها .. هو قدري
وأعرفه جيداً فلماذا أحزن في كل مرة يختفي بشراً من دائرة حياتي الصغيرة جداً
والبسيطة جداً والمُظلمه .
" القهوه لم تعد تكفي "
لم أعد كما كنت , مهما حاولت إظهار عكس ذلك ولكن لحسن الحظ او لسوئه طبعي شفاف للغايه , تري ما بداخلي من بعيد لذلك لا يتطلب الأمر مني جهداً
لإظهار حزني أو لإخفائه .. لم أعد هذا الطفل في قصائد درويش الذي يكتب إليكم الأن
مصادفةَ لأن أباه تزوج أمه مصادفةَ وجاء إلي الدنيا مصادفةَ وأحب الكتابة مصادفةَ
ولكني لم أحبها هي مصادفةَ , لقد خططت لذلك جيداً وإستحدثت خطة إستثنائيه , ربما
هي أغبي خطة عرفها الحب علي مر زمانه وعُشاقه ودراويشهِ , ولكنها علي كل حال
كانت خطه ونجحت ولكني فشلت فيما تلي ذلك ولم أعد أفكر عما إذا كنت أنا السبب أم
كثرة أقداح القهوة التي صاحبتني لتجعلني كائنُ ليليِ لا ينام فـ صار مُتاحاً
للجميع طوال اليوم والليل .. لقد إستهلكوني حتي أخر نقطة قهوة في فنجاني .. ولما
روحت أشتري أخري وعودت وجدتهم رحلوا .. فـ صار شُرب القهوة لا يكفي سهرة ولا يؤنس
وحيداً ولا يُطمئن خائفاً بعدها ..
محاولات فاشلة ..
محاولات فاشلة ..
لقد يأست من محاولات إصلاح نفسي , ربما لم أحاول إصلاحها
أبداً من الأساس وهذا سبب ما أنا فيه .. الحياة قاسية والليل الهادئ صار قاسي
أيضاً فـ كيف لا يكونوا أيضاً مثلهم ! هذا لا يُحيرني تماماً , الحيرة في الأمر
ليست فيهم ولكن السؤال كيف لا أكون أنا مثلهم ! ما الذي أنتظره ؟ لا أعرف .
هل جربت أن لا يتوقف التفكير عندك حتي وأنت نائم في أمرِ
ما أو في شخصِ ما ؟ هل تخيلت الموت مرة وطلوع الروح ومابعد الموت والحياة الأخره ؟
هل خططت لأهداف قريبة جداً وسهلة المنال وأحياناً تافهه فقط لتجني بعض الهدوء ؟ هل
خرجت من بيتك يوماً لمجرد شعورك أنك مازلت حي ؟ هل خرجت من بيتك يوماً فقط لتعلم
أمك أنك بخير ؟ ولا تدري إلي أين وإلي متي أو حتي ما إذا كنت ستعود أو لا ؟ هل
أحببت من قبل ؟
0 عايز تقول رائيك؟:
إرسال تعليق