عن الأصدقاء والوحده







منذ شهور حدثت نفسي قائلاً هذا الألم سينتهي حتماً ونهائياً بعد تسعة أشهر علي الأكثر فقط اصبر وتأدب في ألمك ولا تلقي بهمومك علي الناس , إكتفيت فقط بالكتابه في هذه الفتره .. الشعر فقط هو من صاحبني وساندني وهدأ من روعي , ولكن بعد أسابيع قليلة إكتشفت انني كنت أملك صديق في هذه الفتره كان يصاحبني أكثر ويساندني أكثر ويقويني أكثر من الشعر ومن كل شئ , لم أكن أنتبه لأهمية وجوده من كثرة الأعباء وربما كنت مشفق عليه لاننه يلازمني وكأنه الانسان الاخير علي كوكب الارض بعدما رحل عنه الناس كل الناس .
يا صديقي انا لا أعطي إلا الحزن وأنت لا تستحق كل هذا الشتات معي , أنا تعودت علي ذلك منذ سنين ونفذ مني الحول والقوة ولم أعد أستطيع حتي الشكوي والبكاء لماذا تصاحبني وانا علي هذا الحال , كلها أفكار كانت تدور بيني وبيني حتي دون وعي , عاقبته كثيراً للأسف وكأني أريد الأرض كلها وحدي وحزني ولا أريد أحداً معي , ولما إلتفت ذات يوم أنني لن أستطع صبراً وبأنني أخطأت كثيراً في حقه نظرت حولي فلم أجده , اختفي وكأنه لم يأتي يوماً , اختفي لدرجة ان إيماني بوجوده من قبل معي أصبح يوازي بالظبط شكي بأنه كان موجود فقط في عقلي كان يصاحبني في توهاني وأفكاري , اختفي وكأنني كنت أنا المتسبب في دمار الأرض وقتل كل من عليها وحريق القاهره قديماً وخراب الذوق العام قبل ان تنتهي الحياة علي نغمات المهرجانات , اختفي دون سابق إنذار دون حتي ان يشتكي ولو لحظة واحده مني دون ان يشعرني بأني أخطأت , اختفي وكانما حادثة وقعت دون علمي ومات ولم أدفنه فأخذ قبره بعيداً عن أرضي وراح يرقد في سلام بعيداً , اختفي وكأنني عاقبته وكأنه هو من قتلني يوماً وليس غيره وكأنه ندمان علي فعله ومحزون في نفسه وخجلان مني وراح يراقبني من بعيد وعلي غفلة مني هرول الي اللامكان ولازمان ولا بشر .

يا صديقي مرت التسعة أشهر ونسيت وجعي القديم ولكن حزني لم ينتهي , ليتك كنت تصاحبني لتدرك ان رهاني علي نفسي في فترة كهذه كان صائباً ونسيت وجعي , يا صديقي حدثتني نفسي بأنك كنت علي علم بأن الفترة ستمر وان الوجع سيمر وبأني سأبتسم مرة أخري فأستكثرت علي هذا وغرست وجع أخر دون علمي ورحلت , ولما راح تعبي وأفقت لنفسي وجدت أمامي وجع وتعبُ أخر يشبهك , ليتني صادقتك وقتها علني سلمتُ منك حتي بعد ذلك , أو ليتك رحلت بطريقة أخري أو ليتك رحلت من الأساس .
انا مازلت أغني وأكتب وأشرب الشاي يومياً بكثرة ومازلت أدخن بكثرة وأبكي بكثرة علي غير عادتي وأفكر فيك بكثرة وليتني لا أفعل .
لقد كان عامي يشارف علي البدء بعدما ضيعت منه تسعة أشهر في وجعي الأول والان أحاول أن أتناسي ولكن يجب علي أن أحدد فترة لنسيان وجعك ونسيانك , يا صديقي انا لا أحتمل تسعة أشهر أخري ولا أستطيع نسيانك , لقد كنت نعم الصديق ونعم المُحب .
هذا حالي ولا يخفي علي أحداً سواك , دبت الحياة في الارض مرة أخري وعاد الناس بأهوالهم وعُدت بينهم أتلمس بعضي وأمضي إلي طريق أبعد وكأنني أدمنت العيش بدونهم وأدركت حقيقة طباعهم وكرهتهم جداً , لو كنت معهم واختفيت من الاساس لما تذكرتك الان ولكنك وعلي غفلة منهم حينما كانوا يرتحلون عُدت إلي وكنت معي , الان عادوا وانت اختفيت , وانا أمضي بينهم كالأشباح لا يروا مني سوا ضعف ولا أري منهم سواك .. وددت لو أني أراك وأخبرك أن الحياة رزيلة بعدك وصداقتي وحدي ووحدك دونهم كانت طهارة وانا مازلت أكتب حتي تراني ذات يوم أحكي عنك فتأتيني لتحكي لهم عني .





0 عايز تقول رائيك؟:

مازلت عايش في الحياه بكيفي